قال إمام علي عليه السلام :
أحذروا الدُنيا فإنها غدّارةٌ غرّارةُ خدُوعٌ
مُعطيَة ٌ مَنوعٌ، مُلبسة ٌ نَزوعٌ
لا يَدُومُ رَخاؤها
ولا ينقضي عَناؤها
ولا يركُدُ بَلاؤهَا
ويا أخوتي الكرام : هذه الدنيا لا أمان لحد فيها إلا من عصمه الله ، وتتقلب فيها الأحوال بين اليسر والعسر ، وبين الصحة والمرض ، وبين العافية والبلاء ، وبين السراء والضراء ، والأحوال من ضعف إلى شباب وطلب لها والكد فيها ، حتى يجمع من جمع وحين جمع ، يضعف عن الاستفادة منها إذ يرى أنه تتداركه الشيخوخة ، هذا إن نجى من الحوادث والبلاء في أيام الطلب .
وإلا فالدنيا :هي حقا تعطي شيء وتمنع آخر ، ويكون عندك الأمر معك كأنك لابسه ، ومتلصق بك فأنك أو كأنك صاحبه ، ثم تفارقه كأنك تنزعه ولم تلاعبه ، وتتركه كأنك لم تكن معه تداعبه .
عجيب : أمر الدنيا غريب تقلبها ، فيها آمال مقطوعة ممنوعة ، وأحوال بلائها و أضرارها غير مدفوعة ، لا صديق صدق حتى تدوم معك ، ولا عدو عن كل شيء من زينتها تمنعك ، فهي وقت حلوة عذبة تنفعك ، وفي آخر مُرة علقم تجرعك .
خداع الدنيا ، أنها تفسد ما هو صالح من الأحوال بتقلبها ، وتعطي ناقص وتأخذ مستوفي ، فيقل فيها الإنسان من عمره في كل لحظة فضلا عن قلة المال والصحة والعافية والأحوال .
فالدنيا الخداعة : متلونه تجدها تتغير بما ليس تريد ، أو تريد ما ليس تجد ، ومن يطلب الله وتوكل عليه يهبه ويوفقه لأحسن مصالحة .
، وأسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى ولا يجعل أحدا يخدعنا ويضرنا.
الهي أمين يا رب العالمين .